باريس-يو بي أي- اتفق المجتمعون في أعمال المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا وبريطانيا، على الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة، ومواصلة العمليات العسكرية لحلف الأطلسي.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك عقب انتهاء أعمال مؤتمر أصدقاء ليبيا في قصر الإليزيه إن القرارات تتعلق بمواصلة عمليات الناتو العسكرية لحماية المواطنين، طالما أن القذافي ومرتزقته يشكلون خطراً.
وشارك في المؤتمر الصحفي الى ساركوزي، رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وأمير دولة قطر حمد بن خليفه آل ثاني.
وأضاف ساركوزي أنه لا يمكن تحقيق أي مصالحة في ليبيا من دون العفو عن الآخرين، وقال بشأن طلب المجلس الانتقالي الليبي رفع الحظر عن الأموال الليبية المجمدة في الخارج «جميعاً ملتزون برفع هذا التجميد عن الأموال لمصلحة المجلس الانتقالي».
وذكر أن كل المجتمعين طالبوا بتوسيع الإعتراف بالمجلس الانتقالي، و«جميعنا ملتزمون بفتح سفارات هناك»، مشيراً الى تغيير اسم مجموعة الاتصال إلى «مجموعة أصدقاء ليبيا».
قطر والإمارات والأردن
وأثنى ساركوزي على دور بعض الدول العربية التي دعمت «الناتو» في عملياته وهي قطر والإمارات العربية والأردن.وقال إن الليبيين عبّروا عن رغبتهم في استمرار عمليات «الناتو»، وأضاف «ما كنا لنتدخل لولا قرار الأمم المتحدة.. ومنذ اللحظة الأولى هناك أصدقاء عرب وقفوا معنا لحماية سكان ليبيا».
كاميرون: الصراع لم ينته
بدوره، قال كاميرون إن «الشعب الليبي هو من حرّر ليبيا»، مضيفاً أن كلا من النضال والصراع لم ينته بعد في ليبيا».
وأشار إلى أن حلفاء «الناتو» سيواصلون عملياتهم لتطبيق قراري مجلس الأمن 1970 و1973 طالما هناك ضرورة لحماية المواطنين، ورأى وجوب التحقيق في الجرائم وتقديم المسؤولين عنها الى التحقيق.
وقال إنه ينبغي على العالم كله أن يدعم المجلس الإنتقالي، و أن أكثر من 60 دولة شاركت في المؤتمر تعهّدت بالاستمرار في دعم العملية الإنتقالية في ليبيا، وسنواصل دفع الأموال المجمدة.
بان كي مون: الاحتياجات الإنسانية
من جهته، لفت بان كي مون الى أن «الوضع في ليبيا ذو مجالات واسعة»، معتبراً أن «اجتماع اليوم ركز على أن التحدي الفوري هو تلبية الإحتياجات الإنسانية».
وقال «أكدنا على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار،ومستقبل ليبيا هو بيد الشعب الليبي، ونحن مستعدون للتعاون وتجنب أي حالة فوضى».
عبد الجليل: الحرية
وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن الشعب الليبي أثبت للجميع أنه شعب يسعى الى الحرية وترسيخ الديموقراطية، وهو شعب مسلم يلتزم بالوعود والعهود.
وأضاف راهنّا على الشعب الليبي عندما طلبنا من المجتمع الدولي العمل على توفير غطاء أمني لكي نوفر للشعب الليبي الحرية.
وأضاف: راهن المجتمع الدولي بكل مكوناته على الشعب الليبي، وكلّف «الناتو» الذي انضم إليه بعض أصدقائنا، وكوّنوا منظومة حمت الشعب من مجازر القذافي.
وقال جبريل، رداً على سؤال حول اغتيال القائد العسكري للثوار عبد الفتاح يونس، إن التحقيق لا يزال جارياً، وتم إلقاء القبض على بعض الجناة، معتبراً أن المهم هو معرفة إن كان هناك مجموعة إرهابية منظمة وراء العملية.
الشيخ حمد: أين الجيوش العربية ؟
الى ذلك، قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إنه "لولا مساعدة الناتو لما تمكنا من تحرير شعب ليبيا. وأشار الى أن الجامعة العربية مقصّرة في هذا السياق، إذ كان على الجيوش العربية أن تساعد الشعب الليبي من دون تدخل «الناتو»، لكن ذلك لم يحصل ما دفعنا الى طلب مساعدة الحلف.
ونفى أن يكون هناك صراع في ما بين الشرق والغرب، أو أن تكون الدول التي ساعدت في تحرير ليبيا، غازية.
وتابع أنه عندما تدخلت الولايات المتحدة لمساعدة البوسنة، رحّبت بذلك دول العالم بما فيها الدول العربية والإسلامية، وكذلك في ليبيا حيث لم يعترض أحد ، ولم تخرج مظاهرات شعبية منددّة.