تحول الاحتفال السنوي لحركة أمل بالذكرى الثالثة والثلاثين لاختفاء مؤسسها الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، عصر أمس، الى احتفال بمناسبة انهيار نظام معمر القذافي، الاسوأ في تاريخ دول العالم الثالث.
الاحتفال الذي اقيم في بعلبك كان الاول، بغياب القذافي المتهم بخطف الامام ورفيقيه واخفائهم، وقد تناول الرئيس نبيه بري في خطابه الرئيسي بالمناسبة، هذه القضية مكررا مطالبة النظام الليبي الجديد بكشف مصير الامام ورفيقيه.
كما تطرق بري الى الوضع في سورية، الى جانب القضايا اللبنانية الداخلية الملحة.
بدوره، أكد عضو هيئة رئاسة حركة أمل خليل حمدان أن الامام موسى الصدر على قيد الحياة، بحسب آخر المعلومات الواردة.
وقال خليل حمدان، على هامش مؤتمر صحافي عقده في مكتب رابطة مدرسي الحوزة العلمية في مدينة قم الايرانية: (خلال السنوات الماضية كنا على صلة مع المعارضين والثوار الليبيين، حيث أكدوا أن الامام موسى الصدر على قيد الحياة وانه مسجون حتى انهم حددوا اسم المعتقل الذي يوجد فيه الامام موسى الصدر، ولكنهم اعربوا عن اعتقادهم بان الامام موسى الصدر ينقل على الدوام بين السجون المختلفة في ليبيا).
ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية امس عن حمدان قوله انه يتعين توخي الدقة والتحلي بالصبر في متابعة قضية الامام موسى الصدر، مضيفا: (استنادا الى آخر المعلومات الواردة، فان الامام موسى الصدر مازال حيا بالتأكيد، ونأمل من خلال التنسيق بين المسؤولين اللبنانيين والايرانيين وكذلك عائلة الامام موسى الصدر أن نرى سماحته قريبا).
وأشار عضو هيئة رئاسة حركة أمل الى ان مصير خمسين ألفا من الاشخاص في ليبيا مازال مجهولا، مضيفا أن بعض معارضي القذافي الذين اعتقلوا خلال السنوات الماضية وتردد ان القذافي قتلهم، تبين في الايام الاخيرة لسقوط القذافي انهم مازالوا احياء بعد مرور 20 عاما وتم تحريرهم من السجون.
ولفت الى ان مصير جميع المعتقلين في سجون القذافي يكتنفه الغموض نظرا للظروف التي مرت بها ليبيا.
واردف حمدان بالقول: (في الايام الماضية ذكرت الاخبار أن خميس ابن القذافي حبس 150 شخصا في غرفة واحدة ثم قتلهم بواسطة الغازات السامة).
بدوره طالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبدالأمير قبلان اللبنانيين بمراجعة الحساب والتعاون فيما بينهم على الخير والفضيلة والمحبة، وتطرق في خطبة عيد الفطر السعيد الى ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وقال: (في هذه الايام نعيش تغييب الامام الصدر ورفيقيه، هذا الانسان العملاق الكبير المتواضع في ارتقائه، العامل في سبيل الله بعيدا عن المغريات والشهوات، ثلاثة وثلاثون سنة عشناها بمرارة وألم وتعب وانتظار، ولقد سقط الطاغية القذافي بسوء عمله وظلمه وأنانيته وحقده وبتعاليه على الناس، والآن نعيش سقوط هذا الطاغية، فنطالب ليبيا وشعبها ومن يتسلم زمام الامر بعد الطاغية بالكشف عن قضية الامام الصدر ورفيقيه، فالظلم اذا دام دمر وعلى الباغي تدور الدوائر، ونقول لكل ظالم ومعتد ومتكبر مصيركم واحد حفرة في بطن الارض، فانتبهوا واتعظوا ممن كان قبلكم وابتعدوا عن كل ضلالة وفساد وبغي، نقول للمؤمنين في كل العالم: انظروا حولكم وارحموا ضعفاءكم واهتموا بشأنهم وابتعدوا عن كل شر وبغي ومنكر وظلم).
في هذا الوقت أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان تأييده للربيع العربي الجميل والخلاق للشعوب وليس الربيع الفوضى الذي قد يتحول الى شلالات من الدماء البريئة، وأنه مع الحوار، والاصلاح، والتحديث، والتطوير، ومع أي نظام يرى أهمية الاوطان من أهمية الانسان فيكون في خدمة شعبه، وضد أي نظام ظالم ومستبد ومستخدم لشعبه من أجل أهوائه وغاياته.
ودعا - في خطبة عيد الفطر المبارك في مسجد الامام الحسين امس - الى افشال المشروع الجهنمي الذي لا يستهدف سورية، ولا المقاومة في لبنان، ولا حماس في غزة فحسب، وانما يستهدف الشعوب العربية جميعا، يستهدف الانظمة والدول والشعوب والنفط والثروات، هذا المشروع الاميركي ـ الصهيوني الذي تشارك فيه أوروبا ليس لاجل كرامة عراقي ولا تونسي ولا مصري ولا ليبي ولا سوري ولا لبناني ولا فلسطيني، لكن من أجل تفكيك المنطقة وتحويلها الى أقطار طائفية ومذهبية خربة، تتنازع وتتناحر فيما بينها، سائبة ومشرعة على كل أنواع وأشكال الحروب الاثنية والطائفية والمذهبية، كي يسود الكيان الصهيوني وينعم بالامن والاستقرار، على حد قوله.